رواية "كويكول" للدكتورة والروائية المصرية حنان لاشين، وكويكول هو اسم مدينة رومانية تاريخية وأثرية في الجزائر، وتعني الجميلة، وتعتبر هذه الرواية من روايات الخيال العلمي، وهي الرحلة الرابعة من سلسلة مملكة البلاغة. تنطلق أحداث الرواية مع محاربٍ جديد ومغامرة جديدة، فتتصاعد الأحداث خاصة بعد إنقاذ مملكة البلاغة وإغلاق ممر أمانوس، ومعرفة سر أوبال العظيم، فتنتقل الفكرة في هذه السلسلة إلى شعب ٍ طيّبٍ وأصيل، فتغذي الكاتبة بذلك فكرة "القلوب أوطان"، وهذا هو الهدف الرئيسيَ في الرواية، فكلٌ منا محارب، والمحارب في معركته يكون في أشد حاجته إلى وطن، من أجل أن يحتويه.
ويسانده ليتمكن من المتابعة. وقد خلقت الرواية عالم واسع من الخيال من تاريخٍ عربيٍّ وثقافة قوية وأخلاق وصلابةٍ وشجاعة.

ومن أجواء الرواية نقرأ: "في بقعة من بقاع مملكة البلاغة.. بزغت الشمس كقبلة في ثغر الصباح الباسم فكشفت اللثام عن سحب بيضاء متراصة كعقد من اللؤلؤ يزين السماء، الأرض يغمرها رداء مخملي أخضر، أصوات العصافير تنساب شجية من بين ظاغصان الأشجار، اندفعت حزمة من أشعة الشمس الذهبية على أوراق أشجار السنديان الوارفة المحيطة بالبيوت، ثم انزلقت على الأرض وكأنها ترقص فوق العشب وغمرت الطرقات، وكان الجو يعبق برائحة أزهار الياسمين، مرت ساعة ثم ساعتان ثم ضجت الطرقات بالضحكات، كل شيء هناك كان جميلاً وعذباً، كانت أبواب البيوت مفتوحة على مصارعها، كعادة الجميع كل يوم، الصبية ذوو الأقدام العارية يلعبون أمام البيوت وهم يضحكون في جذل، نسمات الهواء تدور من بيت لبيت، والظاوعية النحاسية المعلقة على جدران البيوت تهتز لتصدر صليلاً يشبه قرع الأجراس، وكأنها جوقة تعزف لحناً شجياً، هناك رجل يبيع الحلوى يقف على طرف حشد صاخب، وعليه عباءة بلون الملح، وشعره المجعد يطل من تحت عمامته..".