كتاب ممتاز جدا،لقد أبدع الكاتب في وصف و شرح علاقة العلم بالإسلام منذ بداية ظهوره و حتى الحاضر مرورا بالحقب التاريخية المختلفة،كان الإسلام دوما محفزا و دافعا للعلم فمثلا كانت الفروض الإسلامية كالصلاة و الصوم من أكبر الدوافع التي دفعت علم الفلك و الحساب و الجغرافيا للتطور و التقدم،ستتعرف في الكتاب على أهم علماء العالم الإسلامي منجزاتهم العظيمة و علاقتهم بالخلفاء و طبيعة الزمن الذي كانوا يعيشون فيه،و من ثم كيف انتقل هذا الإرث العظيم إلى أوروبا و كيف تفاعلت هاتان الحضارتان مع هذا الإرث،و أخيرا تحدث الكاتب عن كيف بدأت مسيرة العلم النكوص و الانحدار و في أثناء فترة الاستعمار رفض العديد من المسلمين العلم لأنه ترافق مع هيمنة الغرب الكافر حيث أن الغرب كان ينشأ المدارس الحديثة و تنشأ معها جيلا من المتغربين المنفصلين عن هويتهم و دينهم كما حدث في معظم بلدان العالم الإسلامي و كان هؤلاء النخبة العلمانية الذين قادوا بلدانهم بعد خروج الاستعمار،و في النهاية يحاول الكاتب الإجابة عن السؤال ماهو السبيل لعودة العلم للعالم الإسلامي؟ كتاب رائع مفيد و متميز و أنصح به أي أحد مهتم بالحضارة الإسلامية.