لعنة الوعي

لعنة الوعي... ليست مجرد رواية، بل صفعة أيقظت ضمير الكلمات. في زمن اختلط فيه الحق بالباطل وغدا المثقفون إما أبواقًا للسلطة أو سجناء في زنازين الصمت، تأتي هذه السردية لتطرح السؤال الأعمق: ما هو الثمن الحقيقي للوعي في عالم يبارك التبعية ويجرم التفكير الحر؟

نغوص في عالم أمسناو، أستاذ العلوم السياسية الشغوف الذي رفض أن يبيع قناعاته، فحوّلته الأنظمة السلطوية إلى رقم في زنزانة جماعية مظلمة في قلب أفريقيا. هنا، بين جدران لا تعرف الضوء ولا الرحمة، تبدأ رحلة الانهيار النفسي والصراع الداخلي المُر. أمسناو، المثقف الشاعري المعقد، الذي جمع بين أناقة الفكر وفوضى الحياة، يجد نفسه في مواجهة أشد قسوة: مواجهة الذات، وخيانة الأصدقاء، وعبثية النضال في وطن يقدس الجبناء.

ليست الحكاية عن سجن بجدران خرسانية فحسب، بل هي تشريح دقيق لسجون الفكر التي شيّدتها الرأسمالية والمادية الحديثة، وكيف تآمرت على الأسرة والمبادئ والقيم. ستجد نفسك تتنفس هواء الزنزانة المكتظ بالرطوبة واليأس، وتشارك المعتقلين محاضراتهم الفلسفية التي تتحدى النظريات وتفضح زيف المثقفين والخطابات الجوفاء. هذه الرواية هي مرآتك، ستشاهد فيها كيف يتحول الواجب الأخلاقي إلى لعنة، وكيف أن ضريبة الثبات على المبدأ هي فقدان كل شيء.

ماذا يحدث عندما يختلط الألم بالتغيير، وتصبح الخيانة وشاية مجانية، والضمير عبئاً لا يُحتمل ؟ "لعنة الوعي" ليست دعوة للقراءة، بل دعوة للحضور؛ لتشهد كيف يمكن للإنسان أن يبقى أصيلاً في أحط الظروف، أو كيف يمكن أن يسقط في هوة الاضطراب الذهني بسبب خيار واحد. كتاب يكشف الغطاء عن الأنظمة العميقة، وعن ضعف الجماهير، وعن القوة الهائلة في كلمة حق يهمس بها كفيف أو يقولها رجل يتأرجح بين جنون العبقرية وعبقرية الجنون.

هذا النص لك، أنت الذي تبحث عن رواية لا تُدهشك وحسب، بل تُغيرك، وتمنحك بوصلة جديدة في عالم فقد مرجعيته. اقرأها، لتكتشف إن كنتَ أنتَ الآخر ضحية للوعي، أو ناجياً منه

© 2025 دار أثر للنشر والتوزيع (كتاب إلكتروني): 6610001106256

تاريخ النشر

كتاب إلكتروني: 20 نوفمبر 2025