أسطورة ودجات

منذ الأزل، لم يكن الكون سوى صمت مهيب، حتى تجرأ "جب" رب الأرض على عشق "نوت" ربة السماء، ليولدا معاً أول فجر، وأول وميض لنور خالص. من هذا الاتحاد المقدس، وُلد "أوزوريس"، الملك الذهبي الموعود بالعدل والحكمة. ولأن النور لا يكتمل إلا بظله، ظهرت "إيزيس"، ابنة "رع" وساحرة النور، لتكون قرينته وسر قوته، حاملةً مفاتيح السحر الخيّر والرحمة

لقد كان عهداً أسطورياً، تزينت فيه طيبة بالعدل والطمأنينة. لكن هذا العهد لم يكن مقدراً له الخلود. في ليلة عاصفة، بعيداً عن بركات الآلهة، وُلد "ست"، الأخ الذي حمل في قلبه لعنة الظلام، ونبوءة الفوضى الأبدية. نشأ ست غريباً، يحكمه الحقد والكبرياء، تغذت روحه بسمّ الغيرة المنسكب من عرش أخيه. لم يرضَ إلا أن يكون سيداً، حتى لو كان ثمن ذلك هو تمزيق نسيج الكون نفسه

عندما تآمر الظلام ليجلس على عرش النور، تحول الحب القديم إلى مأساة كونية. في مشهد صادم من الغدر، يجد أوزوريس نفسه حبيساً داخل تابوت مسموم، ثم جثة ممزقة تتبعثر أشلاؤها في أرجاء مصر، ليتحول الملك الذهبي إلى أسطورة مبعثرة

الآن، وفي لحظة اليأس التي ارتجف فيها العالم، تنهض إيزيس المكلومة. لم تعد الزوجة فقط، بل أم الأسرار، تتحدى ست وجحافله من السحر الأسود، لتبدأ ملحمة البحث الأعظم. بمساعدة "نفتيس"، الأخت الحائرة بين نور الحب وظلام الدم، و"أنوبيس"، حارس الأسرار الكونية ، تخوض إيزيس التيه لتجمع قطع قلب زوجها المذبوح

لكن الأمل الحقيقي يكمن في ابنهما، "حورس"، الطفل الذي وُلد من رحم السحر والألم. إنه السهم الأخير الذي صقلته إيزيس من نور رع ومن طين الأرض، فهل يمكن لهذا الإله الشاب، الذي يحمل في عينيه صدى المذبوحين ، أن يواجه خالق العتمة، ويسترد عرش أبيه المسلوب، أم أن قدر مصر الأبدي سيُختم بانتصار الخيانة؟

أسطورة ودجات: ليست مجرد حكاية، بل هي صرخة الحب التي ترفض أن تموت في وجه أعتى الخيانات، ومعركة أزلية بين ما يجب أن يكون وما سيحدث حتماً

© 2025 دار حروف منثورة للنشر والتوزيع (كتاب إلكتروني): 6610001072216

تاريخ النشر

كتاب إلكتروني: 9 أكتوبر 2025