عبر جسور العوالم

هل تخيّلت يومًا أن الحقيقة التي عشت عمرك تؤمن بها، ليست سوى كذبة عظيمة نُسجت خيوطها عبر قرون من الزمن المسروق؟

هنا، في هذا العالم المترامي الأطراف، حيث يسيطر "يهودا" الخالد، الوارث الإلهي الذي تربّعت أسطورته على العروش لأدهر، يكتشف اثنان فقط سرّ بقائه السرمدي: جسور العوالم.

التقِ بـ قيدار ، المحارب القديم الذي شابت روحه قبل شعره. رجل أضاع كل شيء على يد جند يهودا الغاشم، ورثاء زوجته وبناته المدفونات أحياءً ما زال صدى يتردد في كل زاوية من حياته. إنه غاضب، ومكلوم، ومستعد لبيع روحه في سبيل الثأر.

ثم يظهر نيبتار ، الرجل الغامض الذي لا ينتمي لزمانه. يحمل في عينيه حكمة الأكوان وخبرة القرون التي رآها تمر في ليلة واحدة. يمتلك نيبتار مفتاح الحقيقة؛ لقد كان هناك حين نُسجت الأكاذيب، ويعلم أن قوة يهودا لا تكمن في قداسته، بل في بوابات سريّة يعبر من خلالها ليمضي مئات السنين في عوالمنا بينما لا تمضي عليه سوى ساعات في أكوان أخرى.

يُلقي نيبتار ببذرة الشكّ في قلب قيدار المُحطَّم، ويمنحه ثمن تصديقه أثمن من أيّ مال أو قوة: أن يرى بنفسه كيف يُسرق العمر. وعندما يدخُل قيدار الدائرة المرسومة، ويقضي بضع ساعات في عالم "إرنام" بأقماره السبعة عشر ، يعود ليجد أن ستين عامًا قد مرّت في عالمه. يعود ليجد نفسه غريبًا، مُشرّدًا، وقد تحوّل بيته إلى أنقاض، واسمه إلى ذكرى قديمة.

هنا تبدأ الملحمة، ليس ضدّ حاكم، بل ضدّ وهم الزمان نفسه. ينطلق نيبتار وقيدار في رحلة عبر الأكوان، يجمعون فيها جيشًا من الرافضين والمنبوذين، بمن فيهم الأمير زمران الذي يتمرد على عهد آبائه، لمواجهة إله زائف بنى سلطته على حساب أعمار البشر وحيواتهم.

"عبر جسور العوالم" ليست مجرّد قصة فانتازيا عابرة. إنها صرخة في وجه التسليم، ورواية تُزلزل مفاهيمك عن السلطة والخلود، وتدفعك للتساؤل: ماذا لو كانت حياتك كلها مجرد نبضة قصيرة في عالم شخص آخر الأبدي؟

هذا الكتاب سيأخذك في رحلة وجودية بين أكوان متوازية لا تحكمها قوانيننا المألوفة، لتشعر بمرارة قيدار وعزيمة نيبتار، ولن تعود بالطريقة التي بدأت بها القراءة أبدًا

© 2025 فصحى للنشر والتوزيع (كتاب إلكتروني): 6610001088392

تاريخ النشر

كتاب إلكتروني: 28 أكتوبر 2025