مقالة في فقدان البصر

يا له من سؤال يطارد الروح! ماذا لو أخذت الأقدار منكَ النور، وتركتكَ تواجه العالم بعينين لا تريان سوى الظلام، بينما عقلك يشتعل بأسئلة الوجود الكبرى؟

ليس هذا الكتاب مجرد "مقالة" عن فقدان البصر، بل هو رحلة استثنائية يخطها قلمٌ لا يرى حبره ولكنه يبصرُ بعمق لا يبلغه المبصرون. إنه محاولة صادقة ومؤثرة لانتزاع المعنى من قلب العتمة، ولإضاءة الطريق أمام كل من يُحاصره اليأس أو الغربة في مجتمع يكتفي بالرؤية السطحية.

يقودنا المؤلف، بأسلوب أدبي رفيع وفصاحة آسرة، إلى أغوار تجربته الشخصية القاسية؛ بدءًا من آلام الجسد المبرحة في مواجهة المرض ، وصولاً إلى الغربة العقلية والشعورية التي ألقت به في صراع وجودي عميق مع الذات ومعنى الحياة. ستجد نفسك شريكًا في حوار متخيل مع الفيلسوف الألماني إيمانويل كانط، حيث تُمتحن فيه أصول المعرفة، وقيمة العقل، وثمن المثابرة في عالم يميل إلى السطحية والجهالة.

هذا المصنف دعوة صريحة وشجاعة لكسر القوالب الاجتماعية الضيقة التي تحصر فاقدي البصر في زاوية "الهوان والضعف والانكسار"، وتأكيد على أن الإعاقة الحقيقية هي إعاقة الذهن لا الجسد. إنه يُقدم "طلب المعرفة" كبديل نبيل وشهوة عارمة تعوض عن لذة البصر المفقود، داعيًا إلى نهضة فردية ومجتمعية حقيقية تبدأ بالعناية بالعقل والتعليم.

بعد قراءة هذا الكتاب، لن تنظر إلى المكفوفين بالطريقة ذاتها، بل ستنظر إلى نفسك وإلى عالمك بعين مختلفة. ستتعلم معنى الكبرياء في مواجهة النكبة، وقوة القلم في تغيير النفوس والضمائر. إنه ليس مجرد كتاب للقراءة، بل هو مرآة تعكس الواقع المُعاش بصوت من يتحدى، وتوقظ العقول الناقدة التي لا ترضى بالتلقين. اقرأه لتكتشف أن النور الحقيقي لا يُولد من العين، بل من عمق الإرادة وحرارة العقل

© 2025 مؤسسة رنة للنشر والتوزيع والطباعة (كتاب إلكتروني): 6610001101244

تاريخ النشر

كتاب إلكتروني: 12 نوفمبر 2025