خطوة إلى عالم لا حدود له من القصص
3.6
الأدب الكلاسيكي
"كان في سالف العصر والأوان رجلٌ طيب السريرة صافي الضمير، رزقه الله طفلًا ذكي الفؤاد، ذلق اللسان فكانت أمتع لحظاته ساعة يجلس إلى طفله يتحادثان كأنّهما صديقان، فيلحظ أنَّ فارق السن وفاصل الزمن يرتفع بينهما كستارة وهمية من حرير فإذا هما متفاهمان، لهما عين العلم وعين الجهل بحقائق الوجود وجوهر الأشياء.. قال الرجل يومًا لطفله: شكرًا لله فأنت نعمة لي من الله. فقال الطفل: إنّك يا أبي تتحدّث كثيرًا عن الله..أرني الله! ماذا تقول يا بني؟! لفظها الرجل فاغر الفم، ذاهل الفكر، فهذا طلبٌ من الطفل غريب لا يدري بما يُجيب عنه وأطرق مليًّا ثم التفت مرددًا كالمخاطب نفسه: تريد أن أريك الله؟ نعم أرني الله كيف أريك ما لم أره أنا نفسي؟ ولماذا يا أبتِ لم تره؟ لأنّي لم أفكر في ذلك قبل الآن. وإذا طلبت منك أ تذهب لتراه ثمَّ تريني إياه؟ سأفعل يا بني..سأفعل."
"أرني الله" مجموعة قصصية شهيرة يتناول فيها توفيق الحكيم بأسلوب فلسفي عميق حياة الإنسان الروحية والمادية.
© 2019 Storyside (دفتر الصوت ): 9789178970278
تاريخ الإصدار
دفتر الصوت : ٦ أكتوبر ٢٠١٩
3.6
الأدب الكلاسيكي
"كان في سالف العصر والأوان رجلٌ طيب السريرة صافي الضمير، رزقه الله طفلًا ذكي الفؤاد، ذلق اللسان فكانت أمتع لحظاته ساعة يجلس إلى طفله يتحادثان كأنّهما صديقان، فيلحظ أنَّ فارق السن وفاصل الزمن يرتفع بينهما كستارة وهمية من حرير فإذا هما متفاهمان، لهما عين العلم وعين الجهل بحقائق الوجود وجوهر الأشياء.. قال الرجل يومًا لطفله: شكرًا لله فأنت نعمة لي من الله. فقال الطفل: إنّك يا أبي تتحدّث كثيرًا عن الله..أرني الله! ماذا تقول يا بني؟! لفظها الرجل فاغر الفم، ذاهل الفكر، فهذا طلبٌ من الطفل غريب لا يدري بما يُجيب عنه وأطرق مليًّا ثم التفت مرددًا كالمخاطب نفسه: تريد أن أريك الله؟ نعم أرني الله كيف أريك ما لم أره أنا نفسي؟ ولماذا يا أبتِ لم تره؟ لأنّي لم أفكر في ذلك قبل الآن. وإذا طلبت منك أ تذهب لتراه ثمَّ تريني إياه؟ سأفعل يا بني..سأفعل."
"أرني الله" مجموعة قصصية شهيرة يتناول فيها توفيق الحكيم بأسلوب فلسفي عميق حياة الإنسان الروحية والمادية.
© 2019 Storyside (دفتر الصوت ): 9789178970278
تاريخ الإصدار
دفتر الصوت : ٦ أكتوبر ٢٠١٩
عربي
مصر