Step into an infinite world of stories
Non-fiction
تجتاحني الأسئلة العدمية والعبثية: لمنْ أكتب؟. ما جدوى الكتابة المتكررة منذ سنوات، وتأليف الكتب؟. ماذا يحدث للعالم، لو مرضت بداء خبيث، أو مِتُّ غرقًا، أو حرقًا، أو قهرًا.. بطلقة رصاص، أو نصل سكين، أو بنوبة قلبية من حصار السفه والتفاهة والسخف؟.. هل تُغير الشمس مسارها وتشرق من الغرب، لو انحرفت أو كفرت أو انتحرت؟. العدم يلف جميع الأشياء، لا معنى ولا أهمية لمقالات وقصائد وروايات تنتزع أناقة الحروف، وتناغم الأبجدية.. هل هناك ما يبرر كل هذا التعب والاستنزاف؟.. هل هناك ما يستحق أن أوجد وأن أستمر في الوجود، وكل منْ يهمهم أمري دون مصالح، دون أقنعة، دون شروط، قد غادروا إلى المحطة الأخيرة، وافترشوا التراب مسكنًا أبديًا؟. وجاء بخاطري أن جبران خليل جبران 6 يناير 1883 - 10 أبريل 1931، قال أمرًا مشابهًا، حين تساءل: «هل هذه هي الحياة التي كنت أركل بطن أمي لأجلها؟». كلما قبضَتْ على روحي تلك التساؤلات الفلسفية العدمية العبثية، أفلت منها قائلة: «ما هذه الرفاهية الفكرية؟.. ألا يكفي أنني لست من الجائعين والمشردين، أو من الملايين الذين يعيشون ويموتون تحت خط الفقر.. ألا يكفي أنني من الطبقة المخدومة، لا الطبقة الخادمة؟.. الطبقة المالكة، لا الطبقة المملوكة؟.. الطبقة الآمرة، لا الطبقة المأمورة؟». منْ يعيش تحت خط الفقر، ليست لديه الطاقة لأسئلة فلسفية.. انشغاله الوحيد المتكرر يوميًا هو: «كيف أجد طعامًا يبقيني حيًّا؟». المعدة الخاوية لا تتفلسف، ولا تطرح الأسئلة. د. منى نوال حلمي
© 2025 ريشة للنشر والتوزيع (Ebook): 9789778881318
Release date
Ebook: May 31, 2025
Listen and read without limits
800 000+ stories in 40 languages
Kids Mode (child-safe environment)
Cancel anytime
Listen and read as much as you want
1 account
Unlimited Access
Offline Mode
Kids Mode
Cancel anytime
English
International