خَبئني

في حياة "تُقى"، لم يكن هناك مكان للرفاهية العاطفية، بل كان هناك واجب مقدس حيال عائلة كسرتها فجيعة فقدان الأب. فتاة شقت طريقها في الحياة وهي تحمل على عاتقها مسؤولية تفوق سنواتها، صبورة وقوية ، ضحت بمراهقتها لتكون سنداً لأمها وأخيها، متجاهلة لوعة القلب لصالح ثبات المبدأ الذي تربت عليه.

لكن الحياة ليست وردية. ففي لحظة فارقة، حينما تجاوز جارهم البغيض "وليد" كل الحدود وهدد أمن وحرمة أمومتها ، انهار جدار الصبر والمنطق. لم يكن فعلها دفاعاً عن النفس فحسب، بل كان ثورة كرامة، أسقطت الجار صريعاً. وهنا، انفتح باب الجحيم.

تحولت "تُقى" في غمضة عين إلى "مجرمة"، وهربت لتختبئ تحت هوية جديدة مزورة باسم "ورد إبراهيم عواد" ، وتجد ملاذها المؤقت بعيداً في صقيع إيطاليا. هناك، بعيداً عن صراخ الماضي ولهيب الحقد ، التقت بـ"تيّم"، الذي كان بمثابة النور الذي أخرجها من ظلمة ماضيها. قصة حب ولدت من رماد الخوف والعزلة ، وبدأ "تيّم" يرمم ما أفسدته الحياة في روحها.

ولكن لكل سرٍ ثمن، ولكل قصة حب نهايتها. فكيف لرجل يحب أن يواجه أن حبيبته "ورد" هي في الحقيقة "تُقى"، القاتلة الهاربة التي تبحث عنها الشرطة؟ لقد طُعن "تيّم" في صميمه ببرود الحقيقة ، وتحول عشقه إلى مزيج من الألم والنقمة.

هل يمكن للحب الذي لا يعرف سبباً أن يصمد أمام حقيقة الجريمة؟ وهل النجاة بالهروب تعني النجاة من الذات؟ تدور أحداث الرواية في دوامة من المشاعر المتناقضة، حيث يسعى قلب "تيّم" للانتقام ، بينما تكتشف "تُقى" أن البراءة ليست مجرد حكم قانوني، بل قرار داخلي لا يمكن للماضي أن يمحوه. "خَبئني" هي رحلة عاطفية عميقة تلامس أشد مناطق النفس ألماً، وتطرح السؤال: ما هي حدود التضحية من أجل البقاء؟

© 2025 دار نبض القمة للطباعة والنشر والترجمة (كتاب إلكتروني): 6610001108212

تاريخ النشر

كتاب إلكتروني: ٢٤ نوفمبر ٢٠٢٥