مدخل إلى النظرية الإسلامية في التربية والتعليم

مدخل إلى النظرية الإسلامية في التربية والتعليم

هل شعرت يوماً أن سنوات الدراسة الطويلة، التي قضيتها في قاعات العلم، قد صقلت عقلك لتكون خبيراً في تخصّصك، لكنها تركت روحك وعماد شخصيتك في حالة من الضياع؟ هل لاحظت أن النبوغ المادي لم يعد كافياً، وأن الخريج المتفوق في "علم الدنيا" قد يفتقر افتقاراً مريراً لأسس دينه وقواعد العيش الكريم في مجتمعه؟ إنها أزمة صامتة تعيشها أمتنا، أزمة لم تولد من فراغ، بل من استيراد نظريات تعليمية نشأت وترعرعت في تربة فكرية غايتها القصوى هي صناعة "المواطن الصالح" الذي يخدم عجلة الاقتصاد الرأسمالي، إنسان مستقل مادياً لكنه مبتور روحياً.

لقد أدركنا أن الهوية الإسلامية تاهت بين الرغبة الفطرية في الارتقاء وبين التكوين الدنيوي السائد. ومن رحم هذا الألم، يولد هذا الكتاب، ليقدم لك ما يشبه البوصلة المفقودة، عودة أصيلة وممنهجة إلى النظرية الإسلامية في التربية والتعليم. إنه ليس مجرد سرد تاريخي، بل محاولة عميقة وشاقة لوضع أسس النظرية التي تجعل الغاية الكبرى من كل علم ومعرفة هي معرفة الله تعالى، والوصول إلى خشية تورث العمل الصالح والنجاة في اليوم الآخر.

في صفحات هذا العمل، ستكتشف أن مهمتك في الحياة تتجاوز مجرد كسب العيش، لتصبح "خلافة" واعية على الأرض، تستوجب منك معرفة ذاتك، ونقاط قوتك وضعفك، وفهم النظم والقواعد التي تحكم علاقتك بالكون والمستخلف فيه. هذا الكتاب يقتحم جذور المشكلة، يفكّك الازدواجية الرهيبة بين علوم الدين وعلوم الدنيا، ويطرح نموذجاً متكاملاً للمعلم كـ"خليفة لله في الكون" يبدأ رحلته بالرحمة.

عندما تنتهي من قراءة هذا المدخل، لن تنظر إلى شهادتك أو منصبك بنفس النظرة السابقة؛ بل ستغمرك راحة وسكينة عميقة ، شعور بأنك وجدت الخيط الأبيض في فوضى المفاهيم. ستغدو رؤيتك أوضح، وطريقك أثبت. هذا ليس كتاباً يُضاف إلى رفوف مكتبتك، بل منهج حياة يعيد ترتيب أولويات وجودك، ويحوّل كل عملية تعلّم إلى خطوة في طريق الرسوخ في العلم والعمل الصالح. اقتنِ هذا الكتاب الآن، واستردّ الوعي بالغاية التي خُلقت لأجلها، واستثمر في بناء الإنسان الذي أراده الله لك

© 2025 دار أثر للنشر والتوزيع (อีบุ๊ก): 6610001106249

วันเปิดตัว

อีบุ๊ก: 20 พฤศจิกายน 2568