"لا يشبه أبي أباه، ربما بنفس القدر الذي لا أشبه به أبي، لأنني أشبه جدي كثيراً. جدي كان هادئاً، معتزلاً، خفيض الصوت، يبدو لي أنه ترك أبناءه، أبي وعماتي الثلاث، يكبرون ويشقون في الحياة بدون تدخلات كبيرة، تاركاً لحزم جدتي وصرامة إدارتها معظم المهام الأبوية. رأيته كثيراً ما يقضي وقته بعد عودته من العمل يستمع إلى محمد عبد الوهاب أو يشرب الشاي في الشرفة، ويتابع زوجين من الحمام يعتني بهما في قفص صغير وهو يهش الذباب بمشنة أراها دائماً بيده، حتى وهو يصطحبني في صباحات الجمعة لنتمشى ونشتري الفول والخبز، كنا نتبادل عبارات قصيرة وأوقاتاً طويلة من الصمت. لم يترك لنا جدي الراحل أية علاقات بفروع عائلته، بينما لا تزال فروع عائلة جدتي حاضرة وقريبة. أما أبي فهو اجتماعي شغوف بالناس" هكذا يصف عمرو عزت جده في إحدى صفحات الكتاب، ويصف والده بصفحات أخرى كثيرة، عائلته ومولده وأصوله وحارته، عمرو من مواليد الثمانينات من القرن الماضي، هو طفل التسعينات، وشاب ما بعد الألفية، كاتب مدونات منذ بداياتها، جمع في هذا الكتاب مقالاته ومذكراته والكثير من أفكاره ومشاعره عن كل ما حوله منذ طفولته. يتحدث عمرو عزت بأسلوب سلس وواضح، وفي الوقت ذاته يحمل حميمية كبيرة ومشاهد واضحة مليئة بالحنين وقريبة من كل أبناء جيله، يصف العائلة والحياة والروابط والعلاقات الاجتماعية والأهم من كل ذلك علاقته بوالده، والده الذي شكلت علاقته به جزءاً من شخصيته ومن كيانه ومن تكوينه، يصفه ويتحدث إليه ويتحدث عنه بكل صدق عاطفة وبنص جميل وممتع جداً، إنه فن تحويل الحياة إلى الأدب.
© 2019 Storyside (دفتر الصوت ): 9789179211097
تاريخ الإصدار
دفتر الصوت : 4 نوفمبر 2019
"لا يشبه أبي أباه، ربما بنفس القدر الذي لا أشبه به أبي، لأنني أشبه جدي كثيراً. جدي كان هادئاً، معتزلاً، خفيض الصوت، يبدو لي أنه ترك أبناءه، أبي وعماتي الثلاث، يكبرون ويشقون في الحياة بدون تدخلات كبيرة، تاركاً لحزم جدتي وصرامة إدارتها معظم المهام الأبوية. رأيته كثيراً ما يقضي وقته بعد عودته من العمل يستمع إلى محمد عبد الوهاب أو يشرب الشاي في الشرفة، ويتابع زوجين من الحمام يعتني بهما في قفص صغير وهو يهش الذباب بمشنة أراها دائماً بيده، حتى وهو يصطحبني في صباحات الجمعة لنتمشى ونشتري الفول والخبز، كنا نتبادل عبارات قصيرة وأوقاتاً طويلة من الصمت. لم يترك لنا جدي الراحل أية علاقات بفروع عائلته، بينما لا تزال فروع عائلة جدتي حاضرة وقريبة. أما أبي فهو اجتماعي شغوف بالناس" هكذا يصف عمرو عزت جده في إحدى صفحات الكتاب، ويصف والده بصفحات أخرى كثيرة، عائلته ومولده وأصوله وحارته، عمرو من مواليد الثمانينات من القرن الماضي، هو طفل التسعينات، وشاب ما بعد الألفية، كاتب مدونات منذ بداياتها، جمع في هذا الكتاب مقالاته ومذكراته والكثير من أفكاره ومشاعره عن كل ما حوله منذ طفولته. يتحدث عمرو عزت بأسلوب سلس وواضح، وفي الوقت ذاته يحمل حميمية كبيرة ومشاهد واضحة مليئة بالحنين وقريبة من كل أبناء جيله، يصف العائلة والحياة والروابط والعلاقات الاجتماعية والأهم من كل ذلك علاقته بوالده، والده الذي شكلت علاقته به جزءاً من شخصيته ومن كيانه ومن تكوينه، يصفه ويتحدث إليه ويتحدث عنه بكل صدق عاطفة وبنص جميل وممتع جداً، إنه فن تحويل الحياة إلى الأدب.
© 2019 Storyside (دفتر الصوت ): 9789179211097
تاريخ الإصدار
دفتر الصوت : 4 نوفمبر 2019
خطوة إلى عالم لا حدود له من القصص
التقييم الإجمالي استنادًا إلى تقييمات :reviewالعد
مثير للمشاعر
دافيء
محفّز
قم بتنزيل التطبيق للانضمام إلى المحادثة وإضافة مراجعات.
عرض 5 من 132
Amani
11 أغسطس 2021
سيرة ذاتية لعلاقة ابن بأبيه، أسلوب السرد حميمي ودافئ، شملت السيرة جانب كبير من حياة أغلب هذا الجيل والتحول بين الأفكار والمعتقدات، وتحدث عن تاريخ مهم في مصر، والتغيرات اللي شملت ذلك، أظن أن أغلب الكتاب حول السياسة والأحزاب، لم أكن أركز حين يتطرق إليها، كنت مهتمة فقط بالعلاقة بين الأب والإبن و رقم الغرفة! وأراها مثالية على نحو غريب.
Oraib
29 مايو 2022
لطيفة
Samer
8 مارس 2021
ممل جدا
Sarah
21 مايو 2022
نقطة الظهور بعد إختفاء طويل في العلاقة مع الأبوين صنعت قصة رائعة ومغزولة بشكل عذب جدًا بقلم عمرو.
ابتسام
20 ديسمبر 2019
كتاب رائع
عربي
الإمارات العربية المتحدة