الصندوق الأسود

ليست كل الحقيقة خيوطاً مضيئة تقود إلى النجاة، فبعض الحقائق صناديق سوداء، كلما اقتربت منها ازداد لهيبها، وتهددت حياة من حاولوا فتحها.

تدور أحداث "الصندوق الأسود" حول أحمد، العبقري المراهق الذي كان يوماً ما فخر والده د. سالم، الخبير البارز في مؤسسة الأمن الخارجي. لكن كل شيء انهار بغموض عندما اختفى الأب، ووجد الابن نفسه حبيس "غرفة 502" في مستشفى الطب النفسي ، مجرد رقم (25) يقتات على العقاقير المهدئة، وضحية لجلسات تعذيب نفسي وحشي أشرف عليها طبيب سادي اسمه د. رفعت.

لم يكن التعذيب جسدياً وحسب، بل كان محاولةً لتفتيت الذاكرة، لانتزاع السر الأخير الذي أخفاه د. سالم عن الجميع: برنامج سري يحمل مفتاحه الصندوق الأسود في عقل أحمد. تحت وطأة التعذيب، غرق أحمد في عالم من الهلاوس والأدوية القاتلة (مثل ثيوبنتال الصوديوم المعروف بعقار الحقيقة) ، وصار عاجزاً عن التمييز بين الحقيقة والوهم، خاصة بعد أن اكتشف لاحقاً أن التعذيب وصل إلى حد جعله مدمناً دون علمه.

هنا يتدخل المقدم حمدي، "الزائر الليلي" ، الضابط المصرّ على كشف الحقيقة التي تقف وراء اغتيال سالم وانتحار رفعت الغامض في زنزانته. يجد حمدي نفسه في سباق مع الزمن لفك تشفير ذاكرة أحمد قبل أن ينهار عقله تماماً، أو قبل أن يتمكن "الظلّ" الغامض، الشريك الخفي لد. رفعت ، من مسح الدليل الوحيد المتبقي: أحمد نفسه.

تتفاقم الأزمة عندما تنكشف قصة الأم ياسمين، التي سلمت ابنها بيدها إلى الجحيم، معتقدة أنها تحميه من ميوله الانتحارية بناءً على تقارير رفعت المزورة. صراعها مع الشعور بالذنب وقسوة ابنها الذي يتهمها بالخيانة يضيف طبقة درامية وإنسانية عميقة للرواية.

"الصندوق الأسود" ليست مجرد رواية تشويق، بل رحلة غوص في أعماق النفس البشرية ، لاستكشاف ثمن الخيانة، وتأثير الصدمة، وكيف يمكن لحب العائلة أن يتحول إلى لعنة مدمرة، وكيف يمكن لسر واحد أن يمزق عائلة ويهدد أمن مؤسسة كاملة. هل سيتمكن أحمد من العودة إلى عالمه، أم سيبقى محاصراً بين الماضي المؤلم ومستقبل مجهول؟ وهل سيتمكن حمدي من إغلاق هذا الصندوق قبل أن تبتلع أسراره المزيد من الأبرياء؟

© 2025 دار حروف منثورة للنشر والتوزيع (كتاب إلكتروني): 6610001072247

تاريخ النشر

كتاب إلكتروني: ٩ أكتوبر ٢٠٢٥