3.9
الإثارة والتشويق
فكرة واحدة لا غير تهيمن عليك بعد أن تنتهي من قراءة "جراح الروح والجسد" للراحلة المغربية مليكة مستظرف. فكرة تنتمي للظلم الذي حاق بهذه الروائية التي رحلت دون أن تلقى احتفاءً نقديّا يليق بما كتبت وأبدعت وفضحت، بل إنّها رحلت وهي مصنّفة ضمن الملعونين والمذمومين والخارجين على القانون، بعد أن قضت عمرها تحتضر ببطء، تخضع لغسيل الكلى ثلاث مرّات أسبوعيا مذ كانت في الرابعة عشرة من عمرها، وسط تجاهل رسميّ وثقافيّ مفجع.
تأخذك "فضائحها" مباشرة لتقارن بين ما حصدته الراحلة من آلام وتجاهل وتعتيم مقابل ما حصده الروائي المغربي محمد شكري من احتفاء نقديّ وشهرة بعد كتابته "الخبز الحافي"، خاصّة أنّ الروايتين تنتميان إلى ما يمكن تسميته بالنصّ الفاضح، والهاتك، والخارج على كلّ فنون "اللياقة" والكتابة، سواء من ناحية الموضوع الذاهب إلى القاع المغربي بكل وحشيته وعهره، أو موضوع اللغة المستخدمة الخارجة بدورها على كلّ بلاغة جاهزة ومعلّبة.
ذهبت مليكة مستظرف في رواياتها إلى أقصى ما يمكن أن يصله الفضح والهتك، وأقصى ما يمكن من الشجاعة التي تجعلها تصل إلى ذروة تمسك بها قلمها لتفضح أهلها والعهر المحيط بها، شجاعة تصل حدود التهوّر لتكتب عن نفسها ومعاناتها بمثل تلك الفجاجة والرقّة في آن، فجاجة عالم موحل وغارق في حيوانيته، ورقّة تتمثّل في ذات الكاتبة الضعيفة وهي تواجه وحل هذا العالم متسلّحة بالحلم بعالم هادئ لا وحل فيه ولا اغتصاب، عالم لا وحوش فيه تفترس الطفولة المسالمة، عالم يبدو أنه سيبقى حلما.
ولا تكتفي الكاتبة بذلك بل كانت تصرّ على القول إلى آخر لحظة من حياتها، بأنها ستذهب إلى أبعد من ذلك، إذ تقول في أحد الحوارات الصحفية معها "لن أبتلع لساني وأصمت، بل سأتقيّأ على وجوهكم كلّ ما ظلّ محبوساً طوال هذه السنين. سأنشر غسيلي الوسخ على الملأ ليراه الجميع. لم يعد يهمّني أحد."
استمع الآن.
© 2022 Storyside (دفتر الصوت ): 9789179739140
تاريخ الإصدار
دفتر الصوت : ١ مارس ٢٠٢٢
الوسوم
3.9
الإثارة والتشويق
فكرة واحدة لا غير تهيمن عليك بعد أن تنتهي من قراءة "جراح الروح والجسد" للراحلة المغربية مليكة مستظرف. فكرة تنتمي للظلم الذي حاق بهذه الروائية التي رحلت دون أن تلقى احتفاءً نقديّا يليق بما كتبت وأبدعت وفضحت، بل إنّها رحلت وهي مصنّفة ضمن الملعونين والمذمومين والخارجين على القانون، بعد أن قضت عمرها تحتضر ببطء، تخضع لغسيل الكلى ثلاث مرّات أسبوعيا مذ كانت في الرابعة عشرة من عمرها، وسط تجاهل رسميّ وثقافيّ مفجع.
تأخذك "فضائحها" مباشرة لتقارن بين ما حصدته الراحلة من آلام وتجاهل وتعتيم مقابل ما حصده الروائي المغربي محمد شكري من احتفاء نقديّ وشهرة بعد كتابته "الخبز الحافي"، خاصّة أنّ الروايتين تنتميان إلى ما يمكن تسميته بالنصّ الفاضح، والهاتك، والخارج على كلّ فنون "اللياقة" والكتابة، سواء من ناحية الموضوع الذاهب إلى القاع المغربي بكل وحشيته وعهره، أو موضوع اللغة المستخدمة الخارجة بدورها على كلّ بلاغة جاهزة ومعلّبة.
ذهبت مليكة مستظرف في رواياتها إلى أقصى ما يمكن أن يصله الفضح والهتك، وأقصى ما يمكن من الشجاعة التي تجعلها تصل إلى ذروة تمسك بها قلمها لتفضح أهلها والعهر المحيط بها، شجاعة تصل حدود التهوّر لتكتب عن نفسها ومعاناتها بمثل تلك الفجاجة والرقّة في آن، فجاجة عالم موحل وغارق في حيوانيته، ورقّة تتمثّل في ذات الكاتبة الضعيفة وهي تواجه وحل هذا العالم متسلّحة بالحلم بعالم هادئ لا وحل فيه ولا اغتصاب، عالم لا وحوش فيه تفترس الطفولة المسالمة، عالم يبدو أنه سيبقى حلما.
ولا تكتفي الكاتبة بذلك بل كانت تصرّ على القول إلى آخر لحظة من حياتها، بأنها ستذهب إلى أبعد من ذلك، إذ تقول في أحد الحوارات الصحفية معها "لن أبتلع لساني وأصمت، بل سأتقيّأ على وجوهكم كلّ ما ظلّ محبوساً طوال هذه السنين. سأنشر غسيلي الوسخ على الملأ ليراه الجميع. لم يعد يهمّني أحد."
استمع الآن.
© 2022 Storyside (دفتر الصوت ): 9789179739140
تاريخ الإصدار
دفتر الصوت : ١ مارس ٢٠٢٢
الوسوم
خطوة إلى عالم لا حدود له من القصص
التقييم الإجمالي استنادًا إلى تقييمات :reviewالعد
حزين
مثير للمشاعر
مربك
قم بتنزيل التطبيق للانضمام إلى المحادثة وإضافة مراجعات.
عرض 7 من 134
hend
٣ مارس ٢٠٢٢
حلوه جدا ❤️
Hoda
١٣ مايو ٢٠٢٢
Very boring and sexually oriented novel with no purpose what so ever
Mohamed
٢٨ أكتوبر ٢٠٢٢
أول مرة مع "مليكة مستظرف"اللغة قوية والكلمات سلسة وسهلة والأسلوب ظريف وقد نجحت الكاتبة أن توصلني لحالة الحزن والاشمئزاز التي أظن أنها تحاول أن توصل القاريء إليها!الفصحى هي لغة السرد والحوار مع وجود بعض الكلمات بالمغربية العامية تتخلل بعض الحوارات.للأسف فيها تجاوزات جنسية كثيرة جداًهل بالفعل يمكن لامرأة أن تمر بكل هذه الأزمات في حياتها!؟ بل كيف يكون كل من حولها من الملاعين الزناة الذين لا يضيعون فرصة إلا واعتدوا فيها عليها! أشعرتني الكاتبة بمشاعر البطلة وأحاسيسها كأن الكاتبة تتحدث عن نفسها!الكاتبة سلطت الضوء على مشكلة اجتماعية عن الرجل ووضعه وتحكماته وعدم محاسبته في حين أن المرأة تتحاسب على الصغيرة والكبيرة وقد تكون محقة لكن ليس بهذا السفور وخاصة في أيامنا هذه!كما انها سلطت الضوء على الدعارة وانتشارها في المغرب العربي!
عامر صبري زيدان
٥ مارس ٢٠٢٢
ممتاز
Harith lover
٢٣ مايو ٢٠٢٢
ممتع
Sara
١٧ نوفمبر ٢٠٢٢
بيتكلم عن قضية مهمه وخطيرة لكنه للأسف غير مقنع والحوار وتطور الشخصيات فقير جدا ! خصوصا كمان شخصية الأب وحوارها معاه وهو بيسأل عن سلوك زوجته ! ازاي لشخصية بالإنكسار والخوف دا بتتكلم بالفلسفه دي مع بعبع والدها وهو مستسلم تماما ، دا غير موقفه معاها في اخر جزء !
Mai
٢٠ مارس ٢٠٢٢
كبرت فجأة، لم أعد كالأطفال، لأني أعرف أكثر منهم، ولأنه حدثت لي أشياء لا تحدث للأطفال عادة كنت أحس أني ملوثة، قلبي وحياتي أصبح بهما بقع سوداء كثيرة. ورغم أن السنين مرت فأنا أدين كل الذين أهانوا آدميتي و صادروا طفولتي.مؤلمة وصادمة، محزنة ومخزية كأنها جرح مفتوح نازف لا يندمل.
عربي
مصر