جماليات البناء الاقتصادي

في عالم تترنح فيه المنظومة الاقتصادية على حافة الهاوية، حيث الركود والتضخم يتآلفان في مسخ لا تملك النظريات التقليدية تفسيره ، وحيث تسيطر الاحتكارات والتكتلات لتعطل آليات السوق العادلة ، يأتي هذا الكتاب ليطلق صرخة مفكر، مُعلنًا أن الوقت قد حان لجراحة عميقة، لا لمُسكنات الإِصلاح التي اعتاد عليها العالم.

"جماليات البناء الاقتصادي" ليس مجرد تحليل اقتصادي؛ إنه إيقاظ فلسفي يُعيد للإنسان بوصلته المفقودة. ينطلق الكاتب من فرضية جذرية وجديدة: إن الطريق الآمن والوحيد لحل معضلاتنا السياسية والاجتماعية يمر إجبارًا عبر "طريق الجماليات". هذه ليست دعوة عاطفية، بل هي قاعدة كونية صلبة، أثبتها أعظم علماء الفيزياء كآينشتاين وبول ديراك، حين أعلنوا أن الجمال هو المقياس الأساسي للحقيقة العلمية.

يأخذك هذا العمل الرصين في رحلة فكرية فريدة، كاشفًا عن الأسرار الجمالية التي تبني الكون، ثم يُسقطها على صرح الاقتصاد والحياة. لتكتشف أن لكل بناء مستقر ثلاثة أركان أساسية لا يمكن الاستغناء عنها: البساطة التي تعني الاقتصاد في الجهد والحركة ، والتناسق الذي يجمع الأجزاء المتباينة في كل متآلف ، والشمول الذي يمنح الأثر مداه في كل زمان ومكان.

تجرأ الكاتب على نقد الآليات التي فصلت القطاع المالي عن القطاع العيني ، وتركتهما في حالة من الانفصال المرضي، مُشيرًا إلى أن ضياع الثروات وانهيار الأسواق هو نتيجة حتمية لهذا الانشطار.

يدعوك "جماليات البناء الاقتصادي" إلى تجاوز عَسف العقل وحده، وإفساح الطريق أمام الحدس (الفطرة)، الذي هو أداة الإدراك الأعظم والقادرة على رؤية العلاقات بوضوح واتساع. إنه كتاب يُحرر وعيك من قيود النظريات النمطية، ويمنحك شعورًا عميقًا بالعثور على الأصل الثابت لكل جوار حسن.

عندما تنتهي من قراءة هذا المخطط المعماري الفذ، لن تنظر إلى الأزمة العالمية ككابوس معقد، بل كبناء يفتقر إلى التناسق والجمال. ستجد نفسك وقد انتقلت من قلق التفكير المفرط إلى أرقى مراتب الشعور الإنساني: الطُمأنينة ، وهي الهبة التي لا يمنحها إلا الجمال الحقيقي

© 2025 فصحى للنشر والتوزيع (كتاب إلكتروني): 6610001088132

تاريخ النشر

كتاب إلكتروني: ٢٨ أكتوبر ٢٠٢٥