أسطورة كتاب تحوت

في قلب مصر القديمة، لم تكن الحكمة مجرد فضيلة تُطلب، بل كانت قوة تضاهي هيبة الآلهة. وفي أروقة معبد (إيونو) المقدس، حيث تتشابك خيوط الزمن والمعرفة، وضع الكاهن الأكبر (تحوت) أسرار الكون التي لا تُفشى في لفائف من البردي. هذا ليس كتاباً يُقرأ ليتعلم المرء، بل ليعرف ما لا يُسمح للبشرية بمعرفته. إنه "أسطورة كتاب تحوت"، البوابة إلى المعرفة المحرمة التي وُلدت من نبع الحكمة وسُقيت بلعنة الطمع البشري.

تخيل عالماً حيث يصبح الجسد مجرد رداء يمكن خلعه وتبديله، وحيث يملك الضعفاء مفتاح الخلود في أجساد أنضر، وحيث يطارد الخبثاء الفرائس البشرية ليس ليقتلوها، بل ليسكنوها. هذه هي اللعنة التي حملها (تحوت) حين ارتعشت أنامله وهو ينقش حبره المقدس: سرّ التحول بين الأجساد، قوة لا تمنح نوراً بل ظلاماً وإن بدا أنها تمنح قوة. كل جملة سُجلت فيه فتحت باباً، وكل باب استدعى شيطاناً من طمع البشر.

على مر الأجيال، أصبحت الأسطورة همساً بين جدران المعابد والمقابر، أغنية حزينة تردد مصير كل من مشى خلف المعرفة المحرمة. فكل من سعى وراءه انتهى إلى الهلاك. ولكن هل يمكن أن تظل أسطورة بهذه القوة مجرد حكاية قديمة؟

تدور أحداث الرواية حول "ستني"، الرجل الذي ورث الحكمة والمسؤولية من كاهنه العجوز. يدرك ستني أن العلم الذي ينهض بالبشر هو العلم الذي يعالج ويزرع ويعمر، لا ذاك الذي يفتح أبواب الشر. وبينما هو يحاول إطفاء شعلة هذا السعي المدمّر، يجد نفسه في قلب صراع قديم جديد، بين أولئك الذين يريدون حرق العالم بنار المعرفة المحرّمة، وبين من يسعى لحماية البشرية من نفسها. رحلة ستني لن تكون مجرد مطاردة لكتاب مفقود، بل صراع ضد رغبة الإنسان الأزلية في كسر حدود الخلود. انغمس في صفحات هذه الرواية التي تمزج بين التاريخ المصري الغني والأساطير المنسية، لتكتشف أن بعض الأسرار يجب أن تبقى مدفونة.

© 2025 دار حروف منثورة للنشر والتوزيع (كتاب إلكتروني): 6610001072155

تاريخ النشر

كتاب إلكتروني: ٩ أكتوبر ٢٠٢٥