الفلاسفة والحب؛ من سقراط إلى سيمون دي بوفوار

'اعتدنا أن نتخيل الفلاسفة كائنات عقلانية تجلس فوق قمم جبلية من الأفكار المجردة، وتنظر إلى العالم البشري المضطرب من مسافة آمنة. لكن هذا الكتاب يجرّ هؤلاء العمالقة بقوة من عوالمهم النظرية ويلقي بهم في الساحة الأكثر فوضوية وإرباكًا على الإطلاق: ساحة الحب. هنا، تتهاوى الأنظمة الفكرية الشامخة، وتصبح المنطقية الصارمة أداة عديمة الجدوى. كيف يتعامل العقل الذي بنى نظريات كاملة عن الحقيقة والوجود مع غيرة لا منطقية؟ وكيف يواجه الرجل الذي كتب عن الإرادة الحرة عجزه التام أمام نظرة عابرة؟ من رصانة سقراط التي اهتزت، إلى عزلة نيتشه الموحشة، مرورًا بروتين كانط الذي كاد أن يفسده شعور عابر، يكشف الكتاب أن الحب كان هو الامتحان العملي الذي فشل فيه الكثيرون، أو على الأقل، أظهرهم على حقيقتهم البشرية الهشة لا يقدم هذا الكتاب سردًا أكاديميًا جافًا لأفكار الفلاسفة عن الحب، بل يعمل أشبه بمحقق خاص يتسلل إلى رسائلهم الخاصة، ومذكراتهم السرية، وشهادات معاصريهم. إنه لا يهتم بما قاله الفيلسوف عن الحب على المنصة، بل بما همس به في رسالة لم يكن من المفترض أن يقرأها أحد. ستكتشف أن الفلسفة، بكل ثقلها، قد تصبح عبئًا عندما يتعلق الأمر بالقلب، وأن محاولة إخضاع العاطفة لمنطق صارم، كما في علاقة سارتر وسيمون دي بوفوار الشهيرة، قد تنتج تعقيدات تفوق قدرة أي نظرية وجودية على الحل. الكتاب لا يمجد هؤلاء المفكرين، بل يكشف عن تناقضاتهم، وحماقاتهم، ولحظات ضعفهم، ويجعلهم بذلك أكثر قرباً وإثارة للاهتمام من أي وقت مضى لا تكمن قيمة الكتاب في معرفة كيف أحب أفلاطون أو هيغل، بل في إدراكه أن معركتهم هي معركتنا. إنها مرآة مكبرة لصراعنا اليومي بين العقل والعاطفة، بين رغبتنا في السيطرة على مشاعرنا واستسلامنا الحتمي لها. هؤلاء الذين حاولوا فهم كل شيء في الكون، وقفوا عاجزين أمام فهم هذا الشعور البسيط والمعقد. فالكتاب لا يقدم لك وصفة للحب من عقول عظيمة، بل يمنحك عزاءً عميقاً وصادقاً، مؤكداً لك أنه في مسائل القلب، حتى أذكى البشر كانوا، مثلنا تمامًا، مجرد مبتدئين مرتبكين يحاولون شق طريقهم في الظلام استمع الآن

© 2025 Storyside (Ljudbok): 9789180560887

Utgivningsdatum

Ljudbok: 28 juli 2025