كيف يفكر قائد طوارئ المطار ؟

كيف يفكّر قائد طوارئ المطار؟

وسط بيئة لا ترحم، حيث تتحرك الطائرات بدقة الساعات، وتتصادم الزمنيات الحرجة مع احتمالات الكارثة في كل لحظة، يقف قائد طوارئ المطار كالعقل الذي يسبق الحدث بخطوة… بل بخطوتين.

إنه لا ينتظر الحريق… بل يتوقعه.

لا ينتظر الانفجار… بل يقرأ مقدماته.

لا يتحرك مع الفوضى… بل يسبقها ويعيد تشكيل المشهد قبل أن يتشكل الخطر.

يفكّر قائد طوارئ المطار بعقل متعدد الطبقات:

1. عقل استباقي

يرصد المؤشرات الصغيرة التي لا يراها أحد: دخان خفيف في مقصورة، مركبة تتحرك خارج المسار، مسافر مضطرب…

ويعرف أن كل إشارة قد تكون بداية أزمة.

2. عقل تكتيكي

يحسب الزمن بالثواني، ويقارن بين مسارات الوصول، وأقرب فرق الإطفاء، وكمية الرغوة المتاحة، واتجاه الرياح، وحالة المدرج…

قبل أن يعطي أمرًا واحدًا.

3. عقل تشغيلي

يعيد ترتيب الموارد فورًا:

– يحرك مركبات ARFF

– يعيد توزيع الفرق

– يفتح ويغلق الممرات

– ينسق مع البرج وغرفة العمليات

كأن المطار قطعة شطرنج يعرف كل احتمالاتها.

4. عقل نفسي

يفهم أن الذعر أخطر من الحريق نفسه، وأن كلمة واحدة منه قد تمنع انهيار فريق كامل، أو تمنحهم القوة للسيطرة على كارثة.

5. عقل سيبراني – رقمي

يعتمد على البيانات، وعلى الذكاء الاصطناعي، وعلى قراءة الخرائط الحرارية، وعلى تحليل الكثافات البشرية والطائرات لحظة بلحظة.

الخلاصة

قائد طوارئ المطار لا يفكر بعقل واحد…

بل بعقول خمسة تعمل في نفس اللحظة.

هو القائد الذي يتعامل مع الطوارئ كمعركة…

ومع الزمن كعدو…

ومع السلامة كقضية حياة أو موت.

إنه القائد الذي يصنع الفارق بين حادث مسيطر عليه… وكارثة تُخلّد في سجلات الطيران.

© 2025 SHERIF KHALED (Ljudbok): 9798260863862

Utgivningsdatum

Ljudbok: 27 november 2025