"أعدك أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي أكتب فيها عنك! وحين أقول لك أنها المرة الأخيرة، فهذا يعني أني أشيعك لا أوثقك! هذه الكلمات جنازتك، وأنا الآن أحملك إلى مثواك الأخير... أحفر قبرك سطراً سطراً، وأهيل عليك الحروف... هكذا أنا، إذا أردت أن أتخلص من امرأة كتبت عنها! ويسرني أن تكتشفي أني لم أعد أريد الاحتفاظ بك! أتركك خلفي غير آسف عليك كما يترك رحالة مخاضة من طين! أنفضك عني غير عابئ بك كما ينفض أعرابي غبار السفر عن أطراف ثوبه وبعد أن يأوي إلى خيمته، وها أنا آوي إليّ بعد سفري الطويل فيك ومعك، آن لي أن أستريح من سفر كان كله عناء وعثاء، آن لي أن أتحرر من براثنك، وأعيدك غريبة كما كنت، آن لي أن أنصب خيمة عزائك، لا لأتقبل العزاء بك، أنت عندي الآن أقل شأناً من هذا! ولكن لابد من خيمة عزاء لإتمام مراسيم موتك!هذه الكلمات خيمة عزائك، فعطم الله أجركِ بكِ! الموت موجعٌ يا وعد، ولكن الأكثر وجعاً هم أولئك الذين يموتون فينا وهم أحياء! ما أبشع أن يصبح قلب المرء قبراً لشخصٍ ما زال يمشي على الأرض! مررت البارحة بجانبك... كان ما بيننا من المسافة مقدار ذراع، وما بيننا من الجفاء مقدار ما بين الأرض والسماء، وأنا على قناعة الآن أننا لا نكره بجنون إلا أولئك الذين أحببناهم بجنون، أحببتك كأنه ليس بي أحد أحبه بعدك... وها أنا أكرهك كأنه ليس لي أحدٌ أكرهه بعدك! حكايتي معك كحكاية القرشيين مع أصنامهم! كانوا يصنعون آلهتهم من تمر، يعبدونها وجه النهار ويأكلونها آناء الليل، ليت أسناني تطالك، لكنت أكلتك، لا من الجوع، ولكن من البغضاء، ولكن الشيء المؤكد لدي الآن أننا نحن الذين نصنع أصنامنا ونختار جلادينا!".
© 2020 Storyside (Ljudbok): 9789152120507
Utgivningsdatum
Ljudbok: 15 november 2020
Taggar
"أعدك أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي أكتب فيها عنك! وحين أقول لك أنها المرة الأخيرة، فهذا يعني أني أشيعك لا أوثقك! هذه الكلمات جنازتك، وأنا الآن أحملك إلى مثواك الأخير... أحفر قبرك سطراً سطراً، وأهيل عليك الحروف... هكذا أنا، إذا أردت أن أتخلص من امرأة كتبت عنها! ويسرني أن تكتشفي أني لم أعد أريد الاحتفاظ بك! أتركك خلفي غير آسف عليك كما يترك رحالة مخاضة من طين! أنفضك عني غير عابئ بك كما ينفض أعرابي غبار السفر عن أطراف ثوبه وبعد أن يأوي إلى خيمته، وها أنا آوي إليّ بعد سفري الطويل فيك ومعك، آن لي أن أستريح من سفر كان كله عناء وعثاء، آن لي أن أتحرر من براثنك، وأعيدك غريبة كما كنت، آن لي أن أنصب خيمة عزائك، لا لأتقبل العزاء بك، أنت عندي الآن أقل شأناً من هذا! ولكن لابد من خيمة عزاء لإتمام مراسيم موتك!هذه الكلمات خيمة عزائك، فعطم الله أجركِ بكِ! الموت موجعٌ يا وعد، ولكن الأكثر وجعاً هم أولئك الذين يموتون فينا وهم أحياء! ما أبشع أن يصبح قلب المرء قبراً لشخصٍ ما زال يمشي على الأرض! مررت البارحة بجانبك... كان ما بيننا من المسافة مقدار ذراع، وما بيننا من الجفاء مقدار ما بين الأرض والسماء، وأنا على قناعة الآن أننا لا نكره بجنون إلا أولئك الذين أحببناهم بجنون، أحببتك كأنه ليس بي أحد أحبه بعدك... وها أنا أكرهك كأنه ليس لي أحدٌ أكرهه بعدك! حكايتي معك كحكاية القرشيين مع أصنامهم! كانوا يصنعون آلهتهم من تمر، يعبدونها وجه النهار ويأكلونها آناء الليل، ليت أسناني تطالك، لكنت أكلتك، لا من الجوع، ولكن من البغضاء، ولكن الشيء المؤكد لدي الآن أننا نحن الذين نصنع أصنامنا ونختار جلادينا!".
© 2020 Storyside (Ljudbok): 9789152120507
Utgivningsdatum
Ljudbok: 15 november 2020
Taggar
Kliv in i en oändlig värld av stories
Helhetsbetyg baserat på 236 betyg
Hjärtevärmande
Informativ
Inspirerande
Ladda ner appen för att vara med i snacket och lämna recensioner.
Visar 3 av 236
Alaa
27 jan. 2022
كتاب جميل فيه من النقاشات مايفيد ويمتع
issam
3 feb. 2022
كتاب جميل وحوارات ممتعة وملهمة رغم النهاية العاطفية الحزينة لبطل الرواية.
Firas
10 aug. 2023
الموضوع الاساسي للرواية جميل، ولكن الحوارات (المحاضرات) الجانبية لم يكن لها رابط مع الموضوع الاصلي!وصف الكاتب ما كان يدور بين الشخوص ب "الحوارات" ولكن لم اجد سوى محاضر ومستمع يلقي ببعض الاسئلة الساذجة ليأتيه جواب على نص السؤال وليس على مضمونه! مستوى اللغة جيد جدا.القارئ جيد جدا
Svenska
Sverige