خطوة إلى عالم لا حدود له من القصص
3.7
روايات رومانسية
" يعددون ما اقترفت من جنايات، ولا أعود أسمعهم بعد (الإقتحام عنوة).. لا أكلف نفسي عناء الشرح، كيف قد أشرح أنني من المستقبل؟ (أنت على اطلاع على حقوقك) يقولون بلهجة إقرارية أكثر مما هي استفهامية، أومئ برأسي مجيباً وأشعر ببرودة ألومنيوم صندوق السيارة ورطوبته على خدي، هل تملك أي شيء غير قانوني؟ سلاح أو مخدرات أو ماشابه؟ يسألني الشرطي الضخم، "لا" أجيب كذباً لأنه ليس باستطاعتي أن أقول الحقيقة.. ليس الآن..تتحرك يدان شديدتان صعوداً ونزولاً على جسدي..ترن مفاتيحي، بينما يسحبها من جيبي.. ثم يأخذ محفظتي، "ما من شيء مهم" يقول الشرطي الضخم لزميلته، "اجعله يخلع حذاءه" تقترح، وترتعد ركبتاي حتى تكادان تلتصقان، "أرجوكم"، أتوسل "دعوني أدخل. .حبيبتي تحتضر، راجعوا أطبائها وممرضيها..أرجوكم..ارأفوا بي..دعوني أراها لخمس دقائق فقط، قم ارموا بي في زنزانة وأضيعوا المفاتيح، لا فرق..أرجوكم..فكروا بأطفالكم.. ألديكم أطفال؟ إن كانوا يموتون، هل كنتم لتتركوهم وحيدين؟ أرجوكم..أرجوكم.. أحاول أن أركع، إلا أن الأمر صعب لكوني مقيداً، ينظر الشرطي الذي كبّلني إلى الشرطية، إمرأة ذات شعر أشقر داكن وعينين تحتقنان بالدم، وتتنهد بتلك الطريقة التي تتعلمها كل الأمهات في يومهن الأول في مدرسة الأمومة..ثم تومئ برأسها، وتنفك الأصفاد، وهذا ضرب من الجنون، "لا تتصرف بحماقة يا فتى"..يقولها بطريقة تشعرني بأنه عتقد بأنني سأتصرف بحماقة، "خمس دقائق"..تقول هي.."خمس دقائق فقط"، وبينما نمشي على الأرض المشمعة الزلقة وندخل المصعد الذي لم تطغ فيه رائحة المبيض على البول، يمشيان إلى جانبي، ويؤكدان لي أنهما لن يترددا في تلقيني درساً إن كنت أخدعهم..لكنني لن أهرب.. أتفقد ساعتي مجدداً، قد ينجح الأمر، إلا أن المصعد يتردد لمدة عشري ثانية قبل أن يلفظنا أخيراً.. ثم نجبر على العودة نحو الردهة، لأن عامل الصيانة يمسح الأرضيات، وعلى ما يبدو فهو لا يتهاون إطلاقاً عندما يتعلق الأمر بمسح الأرضيات".
© 2021 Storyside (دفتر الصوت ): 9789152119020
المترجمون : سلمي الحافي
تاريخ الإصدار
دفتر الصوت : 6 أبريل 2021
3.7
روايات رومانسية
" يعددون ما اقترفت من جنايات، ولا أعود أسمعهم بعد (الإقتحام عنوة).. لا أكلف نفسي عناء الشرح، كيف قد أشرح أنني من المستقبل؟ (أنت على اطلاع على حقوقك) يقولون بلهجة إقرارية أكثر مما هي استفهامية، أومئ برأسي مجيباً وأشعر ببرودة ألومنيوم صندوق السيارة ورطوبته على خدي، هل تملك أي شيء غير قانوني؟ سلاح أو مخدرات أو ماشابه؟ يسألني الشرطي الضخم، "لا" أجيب كذباً لأنه ليس باستطاعتي أن أقول الحقيقة.. ليس الآن..تتحرك يدان شديدتان صعوداً ونزولاً على جسدي..ترن مفاتيحي، بينما يسحبها من جيبي.. ثم يأخذ محفظتي، "ما من شيء مهم" يقول الشرطي الضخم لزميلته، "اجعله يخلع حذاءه" تقترح، وترتعد ركبتاي حتى تكادان تلتصقان، "أرجوكم"، أتوسل "دعوني أدخل. .حبيبتي تحتضر، راجعوا أطبائها وممرضيها..أرجوكم..ارأفوا بي..دعوني أراها لخمس دقائق فقط، قم ارموا بي في زنزانة وأضيعوا المفاتيح، لا فرق..أرجوكم..فكروا بأطفالكم.. ألديكم أطفال؟ إن كانوا يموتون، هل كنتم لتتركوهم وحيدين؟ أرجوكم..أرجوكم.. أحاول أن أركع، إلا أن الأمر صعب لكوني مقيداً، ينظر الشرطي الذي كبّلني إلى الشرطية، إمرأة ذات شعر أشقر داكن وعينين تحتقنان بالدم، وتتنهد بتلك الطريقة التي تتعلمها كل الأمهات في يومهن الأول في مدرسة الأمومة..ثم تومئ برأسها، وتنفك الأصفاد، وهذا ضرب من الجنون، "لا تتصرف بحماقة يا فتى"..يقولها بطريقة تشعرني بأنه عتقد بأنني سأتصرف بحماقة، "خمس دقائق"..تقول هي.."خمس دقائق فقط"، وبينما نمشي على الأرض المشمعة الزلقة وندخل المصعد الذي لم تطغ فيه رائحة المبيض على البول، يمشيان إلى جانبي، ويؤكدان لي أنهما لن يترددا في تلقيني درساً إن كنت أخدعهم..لكنني لن أهرب.. أتفقد ساعتي مجدداً، قد ينجح الأمر، إلا أن المصعد يتردد لمدة عشري ثانية قبل أن يلفظنا أخيراً.. ثم نجبر على العودة نحو الردهة، لأن عامل الصيانة يمسح الأرضيات، وعلى ما يبدو فهو لا يتهاون إطلاقاً عندما يتعلق الأمر بمسح الأرضيات".
© 2021 Storyside (دفتر الصوت ): 9789152119020
المترجمون : سلمي الحافي
تاريخ الإصدار
دفتر الصوت : 6 أبريل 2021
عربي
الإمارات العربية المتحدة