محاربُ الضوء ليس محارباً عاديّاً بلباس عسكري وجهبة وسلاح فتّاك أو أقل فتكاً، يتوجّه إلى ساحة المعركة ويطلق بأوامر من قادته! محارب الضوء رجلٌ مختلف متميّز يمتلك طاقة هائلة، يحمل البراءة والمحبة والبذل وروح التضحية، يقرأ ما بين السطور، يسمع أبعد من الأصوات؛ ويلتمس أكثر من الأشياء الملموسة ويغدو قادراً في نهاية المطاف على إكتشاف معجزة الحياة؛ لا يكون محارب الضوء فرداً أبداً، بل مجموعة محاربي ضوء، لأن الفكرة جماعية والقوّة المنبثقة عنها جماعية. أوراق محارب الضوء، مواجهة مباشرة وعلنية مع أسرار الحياة الكامنة في أبسط الأشياء المنثورة حولنا، والتي نمرّ ولا نوليها أدنى اهتمام، ولعبة فلسفية بارعة يتقن مفاتيحها "باولو كويلو"، ويتقن كيف يمرِّرها ويجعلنا نشغف بها، لنفهم الحياة ويجعلنا أكثر تعلُّقاً بها. وقصة الكتاب هي: قالت المرأة، هناك جزيرة تقع إلى الغرب من القرية مباشرة، ويتربع على قمتها معبد ضخم يحتوي على أجراس عديدة، لاحظ الفتى غرابة ملابس المرأة، والوشاح الذي تعتمده على رأسها وتأكد أنه لم يسبق له أن رأها من قبل؛ سألته: هل سبق لك أن زرت ذلك المعبد؟ اذهب إلى هناك وأبلغني رأيك فيه؟ صُعق الفتى بحبال المرأة، ثم توجه إلى المكان الذي دلته عليه، جلس الفتى على الشاطئ؛ وراح يحدق في الأفق، لكنه لم ير إلا ما اعتاد دوماً على رؤيته: السماء الزرقاء.شعر الفتى بخيبة شديدة وما لبث أن توجه إلى قرية قريبة يستخدمها الصيادون، ثم راح يسأل الذين إلتقاهم أن كانوا يعرفون شيئاً عن الجزيرة التي تضم المعبد، قال له أحد الصيادين المتقدمين في السن: "آه كان ذلك منذ سنوات عديدة، أي عندما كان أجدادي على قيد الحياة، حدثت هزة أرضية وابتلع البحر تلك الجزيرة، ومع أننا بتنا بعجز عن رؤيتها، لكنا ما نزال قادرين على سماع أصوات أجراس المعبد عندما يشرع المحيط بقرعها في الأعماق؛ عاد الفتى إلى الشاطئ وحاول أن يسمع أصوات الأجراس. أمضى المساء بكامله هناك، لكنه لم يتمكن من سماع أي شيء وعدا صوت الموج، وصراخ طيور النورس... ومع أن الفتى لم يستطع سماع أصوات أجراس ذلك المعبد القديم، لكنه تعرف على أمور أخرى؛ وأدرك أنه بدأ يعتاد على سماع أصوات الأمواج التي لم تعد غامضة بالنسبة إليه؛ بدأ بعد فترة قصيرة بالتعود على صراخ طيور النورس، وعلى طنين النحل، وهبوب الريح التي تخترق أشجار النخيل.مرت سنوات عديدة، كبر الفتى وأصبح رجلاً ثم عاد إلى القرية، وإلى الشاطئ الذي أمضى بقربه أجمل أيام طفولته، لم يعد يحلم بالعثور على الكنز الفارق في أعماق البحر، لأن ذلك الكنز قد يكون من صنع مخيلته فقط، ولعله لم يسمع، بالفعل، أصوات الأجراس الغارقة.في ذلك المساء الغامض من مساءات طفولته، لكنه قرر، مع ذلك، أن يسير بمحاذاة الشاطئ، وأن يضفي إلى ضجيج الرياح، وإلى صرخات طيور النورس، هل تتصورون هول المفاجأة التي شعر بها الفنى عندما رأى، فوق ذلك الشاطئ، تلك المرأة التي تحدثت معه لأول مرة عن الجزيرة ومعبدها؟ سألها: ماذا تفعلين هنا؟ أجابت: كنت انتظرك.لاحظ الفتى أن ملامح المرأة بقيت على حالها برغم مرور الأعوام، وأن الحجاب الذي يغطي شعرها لم تشحب ألوانه مع مرور الزمن، ناولت دفتر مذكرات أزرق اللون يحتوي على صفحات فارغة؛ "اكتب: يقدّر محارب الضوء عيون الأطفال، لأنها قادرة على التطلع إلى عالم يخلو من المرارة، وعندما يريد أن يعرف ما إذا كان الشخص الواقف إلى جانبه يستأهل ثقته، فسيحاول أن يراه كما يفعل الأطفال"، ومن يكون محارب الضوء هذا؟ "ابتسمت وأجابت أنت تعرفه جيداً، أنه ذلك الشخص الذي يقدر على فهم معجزة الحياة، وفهم كيفية النضال من أجل أمر ما يؤمن به حتى النهاية ويقدر على سماع الأجراس التي تقرعها الأمواج تحت قاع البحر".
© 2020 Storyside (دفتر الصوت ): 9789179735531
المترجمون : سعيد محمد الحسنية
تاريخ الإصدار
دفتر الصوت : ٨ أكتوبر ٢٠٢٠
محاربُ الضوء ليس محارباً عاديّاً بلباس عسكري وجهبة وسلاح فتّاك أو أقل فتكاً، يتوجّه إلى ساحة المعركة ويطلق بأوامر من قادته! محارب الضوء رجلٌ مختلف متميّز يمتلك طاقة هائلة، يحمل البراءة والمحبة والبذل وروح التضحية، يقرأ ما بين السطور، يسمع أبعد من الأصوات؛ ويلتمس أكثر من الأشياء الملموسة ويغدو قادراً في نهاية المطاف على إكتشاف معجزة الحياة؛ لا يكون محارب الضوء فرداً أبداً، بل مجموعة محاربي ضوء، لأن الفكرة جماعية والقوّة المنبثقة عنها جماعية. أوراق محارب الضوء، مواجهة مباشرة وعلنية مع أسرار الحياة الكامنة في أبسط الأشياء المنثورة حولنا، والتي نمرّ ولا نوليها أدنى اهتمام، ولعبة فلسفية بارعة يتقن مفاتيحها "باولو كويلو"، ويتقن كيف يمرِّرها ويجعلنا نشغف بها، لنفهم الحياة ويجعلنا أكثر تعلُّقاً بها. وقصة الكتاب هي: قالت المرأة، هناك جزيرة تقع إلى الغرب من القرية مباشرة، ويتربع على قمتها معبد ضخم يحتوي على أجراس عديدة، لاحظ الفتى غرابة ملابس المرأة، والوشاح الذي تعتمده على رأسها وتأكد أنه لم يسبق له أن رأها من قبل؛ سألته: هل سبق لك أن زرت ذلك المعبد؟ اذهب إلى هناك وأبلغني رأيك فيه؟ صُعق الفتى بحبال المرأة، ثم توجه إلى المكان الذي دلته عليه، جلس الفتى على الشاطئ؛ وراح يحدق في الأفق، لكنه لم ير إلا ما اعتاد دوماً على رؤيته: السماء الزرقاء.شعر الفتى بخيبة شديدة وما لبث أن توجه إلى قرية قريبة يستخدمها الصيادون، ثم راح يسأل الذين إلتقاهم أن كانوا يعرفون شيئاً عن الجزيرة التي تضم المعبد، قال له أحد الصيادين المتقدمين في السن: "آه كان ذلك منذ سنوات عديدة، أي عندما كان أجدادي على قيد الحياة، حدثت هزة أرضية وابتلع البحر تلك الجزيرة، ومع أننا بتنا بعجز عن رؤيتها، لكنا ما نزال قادرين على سماع أصوات أجراس المعبد عندما يشرع المحيط بقرعها في الأعماق؛ عاد الفتى إلى الشاطئ وحاول أن يسمع أصوات الأجراس. أمضى المساء بكامله هناك، لكنه لم يتمكن من سماع أي شيء وعدا صوت الموج، وصراخ طيور النورس... ومع أن الفتى لم يستطع سماع أصوات أجراس ذلك المعبد القديم، لكنه تعرف على أمور أخرى؛ وأدرك أنه بدأ يعتاد على سماع أصوات الأمواج التي لم تعد غامضة بالنسبة إليه؛ بدأ بعد فترة قصيرة بالتعود على صراخ طيور النورس، وعلى طنين النحل، وهبوب الريح التي تخترق أشجار النخيل.مرت سنوات عديدة، كبر الفتى وأصبح رجلاً ثم عاد إلى القرية، وإلى الشاطئ الذي أمضى بقربه أجمل أيام طفولته، لم يعد يحلم بالعثور على الكنز الفارق في أعماق البحر، لأن ذلك الكنز قد يكون من صنع مخيلته فقط، ولعله لم يسمع، بالفعل، أصوات الأجراس الغارقة.في ذلك المساء الغامض من مساءات طفولته، لكنه قرر، مع ذلك، أن يسير بمحاذاة الشاطئ، وأن يضفي إلى ضجيج الرياح، وإلى صرخات طيور النورس، هل تتصورون هول المفاجأة التي شعر بها الفنى عندما رأى، فوق ذلك الشاطئ، تلك المرأة التي تحدثت معه لأول مرة عن الجزيرة ومعبدها؟ سألها: ماذا تفعلين هنا؟ أجابت: كنت انتظرك.لاحظ الفتى أن ملامح المرأة بقيت على حالها برغم مرور الأعوام، وأن الحجاب الذي يغطي شعرها لم تشحب ألوانه مع مرور الزمن، ناولت دفتر مذكرات أزرق اللون يحتوي على صفحات فارغة؛ "اكتب: يقدّر محارب الضوء عيون الأطفال، لأنها قادرة على التطلع إلى عالم يخلو من المرارة، وعندما يريد أن يعرف ما إذا كان الشخص الواقف إلى جانبه يستأهل ثقته، فسيحاول أن يراه كما يفعل الأطفال"، ومن يكون محارب الضوء هذا؟ "ابتسمت وأجابت أنت تعرفه جيداً، أنه ذلك الشخص الذي يقدر على فهم معجزة الحياة، وفهم كيفية النضال من أجل أمر ما يؤمن به حتى النهاية ويقدر على سماع الأجراس التي تقرعها الأمواج تحت قاع البحر".
© 2020 Storyside (دفتر الصوت ): 9789179735531
المترجمون : سعيد محمد الحسنية
تاريخ الإصدار
دفتر الصوت : ٨ أكتوبر ٢٠٢٠
خطوة إلى عالم لا حدود له من القصص
التقييم الإجمالي استنادًا إلى تقييمات :reviewالعد
ممل
دافيء
مثير للمشاعر
قم بتنزيل التطبيق للانضمام إلى المحادثة وإضافة مراجعات.
عرض 2 من 35
D
٤ سبتمبر ٢٠٢٣
محارب الضوء
Mohamed
٢٦ سبتمبر ٢٠٢٣
بدأتها لصغر حجمها ولشهرة كاتبها وقد ظننتها رواية - فهو من كتب الرواية الشهيرة والتي لم تعجبني أيضاً "الخيميائي" فرأيت أن أجرب من جدبد معه!بصراحة لم تشدني ولم أجد ما يجعلها رواية جيدة! فلسفة في فلسفة وكلام معجون بالنصح مما جعلها رغم صغر حجمها ثقيلة على القلب!اللغة فيها ركاكة وده غالباً بفعل الترجمة - ولكنني قرأت الكثير من الأدب اللاتيني والذي أبهرني فلا أدري لماذا لا يعجبني الآن! فتوصلت إلى نتيجة أن الكاتب هو السبب! وأنني لن أنسجم مع رواياته أبداًواكتشفت أنها ليست رواية انما خواطر للكاتب - فلم أكملها!#فريديات
عربي
مصر